أقيمت فعالية إفطار برعاية والي إسطنبول علي يرلي قايا، مع الزعماء الروحانيين والقناصل العامين، بحضور نائب رئيس الجمهورية فؤاد أوقطاي.                              

وشارك في فعالية الإفطار التي أقيمت في شيراغان بالاس كمبنسكي، كل من نائب رئيس الجمهورية فؤاد أوقطاي، ووالي إسطنبول علي يرلي قايا، وممثل وزارة الخارجية في إسطنبول السفير مراد تامر، ونائبة الوالي أوزلام بوزقورت غيفرك، والزعماء الروحانيون، والقناصل العامّون،، وبروتوكول الولاية والأقضية، وعدد من ممثلي المؤسسات المعنية.

بدأت الفعالية بآيات من القرآن الكريم، تلاها قبل الإفطار إمام وخطيب مسجد أيوب سلطان إرهان مته، أعقبها رفع دعاء الافطار، وأشرف مفتي الولاية البروفيسور الدكتور صافي أرباغوش، على رفع دعاء الطعام.

ولاحقًا، ألقى نائب رئيس الجمهورية أوقطاي، والوالي يرلي قايا، كلمة أمام المشاركين.

"إسطنبول مدينة أحلام تجتمع فيها معابد المعتقدات المختلفة"

قال نائب رئيس الجمهورية أوقطاي في بداية كلمته: "يسعدني أن أشارككم فرحة الإفطار في إسطنبول التي تعد نقطة التقاء القارات والثقافات والمعتقدات. في بداية حديثي، أنقل أحر التحيات من رئيسنا السيد رجب طيب أردوغان، إلى كل واحد منكم. لقد جاء رمضان ببشارة تبعث الطمأنينة في القلوب والضمائر. وابتهجت بيوتنا بهذا الضيف المبارك وزينت معابدنا لهذا اللقاء الجميل".

وأشار نائب رئيس الجمهورية أوقطاي إلى أن موائد الإفطار جرت في أجواء من الحزن في العامين الماضيين بسبب الوباء، مضيفًا: "الحمد لله في رمضان الحالي، تحولت موائد الإفطار لدينا إلى حلقات أخوة من جديد وأصبحنا نستطيع أن نشعر بجو رمضان بكل معنى الكلمة. أشكر جميع ضيوفنا الذين شاركوا فرحتنا بالإفطار وساهموا في إحياء روح الوحدة والتضامن في رمضان، على قبول دعوتنا، وأهنئ ولاية إسطنبول وخاصة السيد الوالي يرلي قايا على استضافته".

وتابع نائب رئيس الجمهورية أوقطاي: "تتألق اسطنبول كجوهرة في تاريخ البشرية، وهي مدينة أحلام تجتمع فيها معابد المعتقدات المختلفة منذ قرون. إنه مصدر إلهام فريد من نوعه لثقافة التعايش. تقام هنا المساجد والكنائس والكُنس جنبًا إلى جنب في شارع واحد منذ قرون طويلة. ونرى اليوم الرحلة الحضارية لأمتنا كجسر متين يمتد من الماضي إلى الحاضر. نحن نكافح من أجل نقل الكنز الذي ورثناه من الماضي إلى المستقبل بقيادة رئيسنا. ونحدد سياساتنا بإلهام نستمده من الماضي".

وختم نائب رئيس الجمهورية أوقطاي كلمته بالقول: "اليوم، تعيش جماعات عرقية ودينية مختلفة معًا  في تركيا وسط أجواء من الأخوة. دعونا نعرف قيمة أجواء الأخوة التي تجمعنا على مائدة الإفطار هذه والتي نلاحظها في حياتنا اليومية. أتمنى أن تدوم وحدتنا وتكاتفنا وتضامننا. وآمل أن تمتد أجواء رمضان إلى الفترات الأخرى من العام".

"موائد الإفطار هي بالنسبة لنا موائد محبة في نفس الوقت"

من جهته بدأ الوالي يرلي قايا حديثه بالتعبير عن سعادته حيال الاجتماع معًا وسط الأجواء الروحانية لشهر رمضان المبارك، وقال: "لشهر رمضان المبارك الذي نزل فيه كتابنا المقدس القرآن الكريم، مكانة خاصة للغاية في ديننا وقلوبنا نحن المسلمين. نصوم لمدة شهر في رمضان. ونقول عنه "سلطان الشهور الأحد عشر". ونساعد خلاله أبناء السبيل وأولئك الذين يعانون من مشاكل والفقراء والمحتاجين. كما نتقاسم رغيف خبزنا ونتبادل سعادة الإفطار. لأن موائد الإفطار هي بالنسبة لنا موائد محبة في نفس الوقت".

وشدّد الوالي يرلي قايا على أن إسطنبول مركز عريق لاحترام الإنسان والمعتقدات، وأضاف: "هذه إسطنبول التي… احتضنت وأحاطت بتلالها السبع الجميع أيا كان دينهم وعرقهم وليس فقط سكانها. لقد احتفل سكان اسطنبول بالأعياد المقدسة لجيرانهم باحترام وتبادلوا التهاني مع بعضهم البعض. نحن نفي بمسؤوليتنا في حماية التراث الثقافي والديني لمدينتنا إسطنبول، رمز المحبة والأخوة والسلام، وسنواصل القيام بذلك. في الأيام القادمة، سوف نحتفل بعيدي الفصح لدى مواطنينا اليهود والمسيحيين. وفي هذه المناسبة، أهنئ بأصدق المشاعر مواطنينا اليهود والمسيحيين بأعيادهم".

ولفت الوالي يرلي قايا إلى أن ثقافة العيش المشترك في إسطنبول ستشكل لبنة ​​السلام والأخوة اليوم كما كانت في الماضي، وقال: "سوف تكون بالنسبة لنا أهم قوة تحملنا إلى مستقبل مشرق. آمل أن تكون هذه الأيام المقدسة فرصة لإنهاء المآسي في مختلف المناطق وضمان التقاء البشرية في السلام والطمأنينة".

وتمنى الوالي يرلي قايا أن يكون شهر رمضان المبارك وسيلة لتحقيق السلام والطمأنينة والخلاص للبشرية جمعاء، وزاد: "أود أن أعبر عن امتناني لنائب رئيسنا على شرف مائدتنا بحضوره. وأشكر مرة أخرى زعماء الجماعات الدينية والقناصل العامين وممثلي البعثات الدبلوماسية في مدينتنا إسطنبول على تلبية دعوتنا".

تابعونا